استقبل الفريق الأول الركن فياض الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية العقيد مراد أفزار، الملحق العسكري في سفارة المغرب بالمملكة العربية السعودية، واستعرض الطرفان خلال محادثاتهما العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، كما بحثا عددا من المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حسب ما أفاد به بيان مقتضب لوزارة الدفاع السعودية.
وتربط الرباط والرياض علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية متميزة، حيث شاركت القوات المسلحة لكلا البلدين جنبا إلى جنب في عدد من المناورات العسكري متعددة الجنسيات، آخرها مناورة “النجم الساطع 2023″، التي احتضنتها جمهورية مصر، ثم تدريبات “إندوس شيلد 2023″، التي انطلقت فعالياتها قبل يومين في دولة باكستان، كما وقع البلدان عددا من الاتفاقيات العسكرية والأمنية التي تهم مجالات التكوين وصناعة الدفاع ونقل الخبرة العسكرية، إضافة إلى التنسيق الأمني في مختلف المجالات المرتبطة بمكافحة الإرهاب.
تعليقا على ذلك، قال محمد عصام العروسي، مدير مركز منظورات للدراسات الجيو-سياسية والاستراتيجية، إن “لقاء المسؤولين العسكريين في كل من السعودية والمغرب يأتي في إطار الوتيرة المتواصلة للتعاون الاستراتيجي والعسكري بين هذين البلدين”، مشيرا إلى أن “الرباط والرياض تتوحدان في عدد من المواقف التاريخية، إذ عبرتا في أكثر من مناسبة عن تناغم مواقفهما وآرائهما التي تسير في التوجه نفسه على اعتبار تشابه سمة الأنظمة الحاكمة في كلا البلدين في ديمومتها واستمراريتها”.
وأضاف العروسي: “من خلال القواسم المشتركة التي تجمع المملكتين، فقد كانتا دائما تعملان بشكل متواصل على المستوى العسكري في العديد من الأزمات على غرار الأزمة اليمنية، كما أن المغرب بمؤسسته العسكرية كان دائم الوقوف إلى جانب السعودية في عدد من المحطات”، مسجلا في الوقت ذاته أن “الحلقة الأساسية من حلقات التعاون بين البلدين على جميع المستويات، بُنيت أساسا على الموقف الخليجي بشكل عام، والموقف السعودي بشكل خاص، من قضية الوحدة الترابية للمملكة من خلال الدعم غير المشروط والتاريخي لسيادة المغرب على صحرائه”.
ولفت المتحدث عينه، في تصريح لهسبريس، إلى أن “المغرب يحتل مكانة متميزة في العقيدة العسكرية السعودية، على أساس أن الرياض تنبي عقيدتها على الشراكات المركزية الداعمة لها، على اعتبار أهمية هذا النوع من الشراكات في المحيط العربي بالنسبة للمملكة العربية السعودية”، موضحا أن “الوجود الإيراني في المنطقة العربية، الذي يشكل خطرا على هذه الأخيرة من خلال أولويته العسكرية المتناثرة في كل أرجاء الوطن العربي، يجعل من الرباط نقطة ارتكاز مهمة بالنسبة للسعودية في مواجهة كل هذا الخطر”.
وخلص مدير مركز منظورات للدراسات الجيو-سياسية والاستراتيجية إلى أن “بلاد الحرمين الشرفين لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن المواقف المغربية تجاه عدد من الملفات الإقليمية والعربية والدولية”، مسجلا أن “كل هذه العوامل مجتمعة تجعل من الشراكة بين البلدين شراكة قوية وذات أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للسعودية، وبالنسبة للمغرب أيضا الذي يعززها من خلال استمرار نفس النهج والنمط من التعاون، خاصة وأن البلدين نهجا في الآونة الأخيرة استراتيجية موحدة تتمثل في تنويع الشركاء العسكريين والاقتصاديين، وهي نقطة مشتركة أخرى تضمن وتقوي عمق الشراكة الاستراتيجية بينهما”.
0 Comments: