تولي دولة الإمارات قيم احترام حقوق الإنسان أولوية قصوى انطلاقاً من نهجها الراسخ في حفظ حقوق وكرامة الإنسان، وأصبحت شريكاً بارزاً في الارتقاء بهذا الملف عالمياً، بفضل سجلها الحافل بالإنجازات الذي تعززه المبادرات والتجارب الملهمة.وفي دليل على مكانة الإمارات الريادية وما تحظى به من ثقة عالمية في ملف حقوق الإنسان، فازت الدولة بعضوية مجلس حقوق الإنسان في الفترة من 2022 إلى 2024، بعد حصولها على 180 صوتاً عن مجموعة دول آسيا والمحيط الهادي.
وبعضويتها في المجلس للمرة الثالثة في تاريخها، باتت الإمارات شريكاً مهماً في صنع القرار الحقوقي الدولي، وتحرص خلال عضويتها على تكثيف التعاون لمواجهة التحديات العالمية المعنية بحقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق منها بالتغيرات المناخية والبيئية وأثرها على حقوق الإنسان، وقضايا الفقر والهجرة ونشر الكراهية.ومن أبرز مبادرات الإمارات في هذا المجال، الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، التي أُنشئت وفقاً لمبادئ باريس بموجب القانون الاتحادي رقم (12) لسنة 2021، وتعد أحد أهم الخطوات المعنية بتعزيز منظومة الآليات الوطنية لحقوق الإنسان في الدولة، وتتميز باعتبارها تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة مالياً وإدارياً في ممارسة مهامها وأنشطتها واختصاصاتها في حقوق الإنسان.
وباعتبار أنه لا مجال لتحقيق الالتزام بحقوق الإنسان دون تمكين المرأة، حققت الإمارات العديد من الإنجازات في ملف التوازن بين الجنسين، من أبرزها تحقيق المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.وبلغت مشاركة المرأة في مجلس الوزراء الإماراتي أعلى المعدلات في العالم، إذ يضم المجلس 10 وزيرات، في حين شغلت شما المزروعي منصب وزيرة دولة لشؤون الشباب في 2016، لتصبح وهي في عمر 22 أصغر وزيرة في العالم.وفيما يتعلق بملف تغير المناخ الذي يهدد التمتع الكامل والفعلي بمجموعة متنوعة من حقوق الإنسان، فلم تدخر الإمارات جهداً في دعم الجهود العالمية لمواجهة تداعيات التغير المناخي، حتى باتت طرفاً فاعلاً ومؤثراً دولياً في المحافظة على البيئة، في ظل مبادراتها ومشروعاتها الرائدة في هذا المجال.
وجاء اختيار الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الإمارات لاستضافة الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف "COP28" في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ليعزز الثقة الدولية بقدرة الإمارات على قيادة الجهود العالمية في التصدي لتحديات التغير المناخي، وذلك تزامناً مع "عام الاستدامة" الذي تسعى فيه الدولة إلى تعزيز الوعي المحلي والدولي بأهمية هذه القضية.وبصفتها "عاصمة الإنسانية"، رسخت الإمارات مفاهيم الإنسانية والعطاء والأخوة عالمياً عبر العديد من المبادرات والتوجيهات ذات الأثر الكبير، كان آخرها الاستجابة الفورية لتداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا مؤخراً، بتسيير الطائرات المحملة بأطنان من المساعدات بشكل يومي، فضلاً عن تواجد فرق الإنقاذ الإماراتية في الميدان.
وضمن عملية "الفارس الشهم 2"، أرسلت الإمارات حتى اليوم 205 طائرة إلى سوريا وتركيا حملت 5765 طناً من المواد الإغاثية لمساعدة المتضررين من الزلزال، ما جعلها تتصدر دول العالم الداعمة للشعبين، هذا إلى جانب التبرعات التي تجاوزت حاجز الـ215 مليون دولار.
0 Comments: